قرأ السوسي بإدغام النون في اللام في الحالين هكذا وكذلك زين لكثير وقرأ الباقون بالإظهار هكذا وكذلك زين لكثير مع مرعات ما سيأتي من قراءة ابن عامر دليل الإدغام للسوسي قول الإمام الشاطبي ومهما يكون كلمتين فمرغم أوائل كلم البيت بعد على الولى شفا لم تضق نفسا بها رمد وضل ثوكان ذا حسن سأ منه قد جلى إذا لم ينوّن أو يكنت
مخاطب وما ليس مجزوما ولا متثقلا ثم قال ثم النون تدغم فيهما على إثر تحريك سوى نحن مسجلا والضمير في قوله تدغم فيهما عائد على اللام والراء في البيت السابق وهو قول ناظم وفي الله مراءٌ وهي فرَّة وأظهرَة إذاً فتحَ بعد المسكن منزلَ سوى قالَ ودليل مخالفة يعقوب وقراءته بالإظهار قول الإمام بن الجزري في الدرَّة وبصَّاح بدغم
حطو أنسار وطبن سبِّحك نذكورك إنك جعل خلف ذاولا إلى آخر الباب فنصّ رحمه الله على الإدغام في ألفاظٍ بعينها لعقوب أو لرويسٍ وليس منها هذا اللّظ قوله تعالى زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قرأ ابن عامرٍ بضم الزايا وكسر الياء من الفعل زيّن وكذلك قرأ برفع اللام من كلمة قتلى مع نصب الدال من كلمة أولادهم وخفض
الهمزة من كلمة شركاؤهم فيقرأها كذا وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم وقرأ الباقون بفتح الزاي ولياء من الفعل زينا مع نصب اللام من كلمة قتلى وكسردى لأولادهم ورفع همزة شركاؤهم هكذا وكذلك زينا لكثير من المشركين قتلى أولادهم شركاؤهم ليردوهم مع مرعات ما تقدم من الإدغام الكبير للسوسي في قوله زين لكثير
وما سيأتي من صلة ميم الجميع لأصحابها والإشباع في المد المتصل من كلمة شركاؤهم دلل قراءة ابن عامر قول الإمام الشاطبي وزين في ضم وكسر ورفع قتل أولادهم بالنصب شاميهم تلا ويُخفض عنه الرفع في شركاؤهم وفي مصحف الشامين بالياء مُثِّلاء وقراءة ابن عامر هذه قراءة صحيحة متواترة لها وجه في العربية قوي وحجة في اللغة لا تُدحض
فلا يلتفة إلى طعن بعض المفسرين كالطبري والزمغتري عليها بدعوى أنه لا يفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا بالضرف أو الجار والمجرور وفي ضرورة الشار خاصة وكلامهم لا يعول عليه وإن صدر عن أئمة أكابر لأنه طعن في المتواتر وقد انتصر لهذه القراءة كثير من العلماء وكان من قولهم أن ابن عامر هو أعلى القراء السبعة سندًا وأقدامهم
هجرة أما علو سنده فإنه قرأ على أبي الدرداء وواثل تبني الأسقع وفضال تبني عبيد ومعاوية تبني أبي سفيان والمغيرة المخزومي ونقل يحيى الذماري أنه قرأ على عثمان نفسه وأما قدم هجرته فإنه ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وناهيك به أنه شام ابن عمار أحد الشيوخ البخاري أخذ عن أصحاب أصحابه والصواب جواز مثل هذا الفصل
وهو الفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول في الفصيح الشائع الذائع اختيارا ولا يختص ذلك بضرورة الشعر كما قالوا ويكفي في ذلك دليلا هذه القراءة الصحيحة المشهورة التي بلغت حد التواتر كيف وقارئها ابن عامر وهو من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان ابن عفان وابد درداء رضي الله عنهما وهو مع ذلك عربي صريح
من صميم العرب فكلامه حجة وقوله دليل لأنه كان قبل أن يوجد اللحن ويتكلم به فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وروى وسمع ورأى إذ كانت كذلك في المصحف العثماني المجمع على اتباعه قال ابن الجزري وقد رأيتها فيه كذلك مع أن قارئها لم يكن خاملاً ولا غير متبع ولا في طرف من أطراف بلاد المسلمين ليس عنده من ينكر عليه إذا خرج عن الصواب
فقد كان دن عامر رحمه الله في دمشق التي هي إذا كدار الخلافة وقبة الملك والمأتي إليها من أقطار الأرض في زمن خليفة هو أعدل الخلفاء بعد الصحابة وهو الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أحد المجتهدين والمتبعين والمقتدى بهم من الخلفاء الراشدين وهذا الإمام القارئ أعن بن عامر مقلد في هذا الزمن قضاء دمشق ومشيختها وإمامة
جامعها الأعظم الجامع الأموي أحد عجائب الدنيا والوفود به من أقطار الأرض لمحل الخلافة ودار الإمارة هذا ودار الخلافة في الحقيقة حينئذ بعض هذا الجامع ليس بينهما سوا باب يخرج منه الخليفة ولله در إمام النحاة أبي عبدالله بن مالك رحمه الله حيث قال في الكافية الشافية وحجتي قراءة ابن عامري فكم لها من عاضد وناصري وهذا
الفصل الذي ورد في هذه القراءة هو منقول من كلام العرب من فصيح كلامهم جيد من جهة المعنى أيضا أما أوروده في كلام العرب فقد ورد في أشعارهم كثيرة من ذلك ما أنشده الأخفش فزدجتها بمزجة زج القلوس أبي مزادة ففصل بالمفعول أي زج أبي مزادة القلوس وهو من أبيات سيبويه في الكتاب وقال المتنبي بعثت إليه من لساني رسالةً سقاها الحجا
سقي الرياض السحائب أي سقي السحائب الرياضى هذا في الشعر أما في النثر فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ ففصل بالجار والمجرور بين اسم الفاعل ومفعوله معما فيه من الضمير المنوي ففصل المصدر بخلوه من الضمير أولى بالجواز وقال ابن الأمباري في كتابه الإنصاف عن الكسائي عن
العرب أنهم قالوا هو غلام إن شاء الله أخيك ففصل بالجملة الشرطية والفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول في قراءة ابن عامر قوي أيضا في اللغة فقد ذكر ابن مالك أن قوة ذلك تكمن في ثلاثة أوجه أحدها كون الفاصل فضلة فإنه بذلك صالح لعدم الاعتداد به الثاني أنه غير أدنبي معنى لأنه معمول للمضاف وهو المصدر الثالث أن الفاصل
مقدر التأخير لأن المضاف إليه مقدر التقديم لأنه فاعل في المعنى وإذا كانوا قد فصلوا بين المضافين بالجملة في قول بعض العرب هو غلام إن شاء الله أخيك فالفصل بالمفرد أسهل وقد انتصر لها الإمام الشاطبي بقوله ومفعله بين المضافين فاصل ولم يلف غير الضرف في الشعر فيصلا كلله در اليوم ملامها فلا تلم من مليم النحو إلا مجهلا ومع
رسمه زج القلوس أبي مزادة الأخفش النحوي أنشد مجملا قوله تعالى أولادهم وكذا قوله شركاؤهم وقوله ليردوهم وقوله عليهم وقوله دينهم وقوله فذرهم في هذه الألفاظ كلها ميمات جمع بعدها محرك ليس همزة قطح فقرأ بصلتها حالة الوصل قالون بخلف عنه وابن كثير وأبو جعفر وقرأ الباقون بالإسكان وهو الوجه الثاني لقالون حالة الوصل
وبالإسكان يقف جميع القراء فبالصلة هكذا قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون مع مرعات ما سيأتي من صلة الهائل ابن كثير دلل الصلة قول الإمام الشاطبي وصل ضم ميم الجمع قبل محرك دراك وقالون بتخييره جلا وقول الإمام ابن الجزري وصل ضم ميم الجمع أصل قوله تعالى شركاؤهم فيه
مد واجب متصل قرأ بإشباعه ورش وحمزة وقرأ الباقون بتوسطه قال الإمام الشاطبي إذا ألف أوياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضم لقي الهمزة طولا وقال الإمام ابن الجزري ومدهم وسط وقال صاحب إتحاف البرية ومنفصل أشبع لورش وهمزة كمتصل وقول الإمام الشاطبي إذا ألف أوياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضم لقي الهمزة غلا مراده بهذا البيت المد
المتصل لأنه ذكر حكم المد المنفصل في البيت الآتي وهو قوله فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا وقد اتفق جميع القراء على مد المتصل زيادة على ما فيه من المد الأصلي ولكنهم متفاوتون في هذه الزيادة وإن كانت عبارة الناظم مطلقة تحتمل التسوية كما تحتمل التفاوت وقد نقل عن الشاطبي تلميذه السخاوي أنه كان يقرأ في هذا النوع بمرتبتين
طولا لورش وحمزة وتقدر بثلاث ألفات أي بست حركات ووسط لمن بقي من القراء وتقدر بألفين أي بأربع حركات وإذا وقف حمزة على لض شركاؤهم كان له في الحمزة التسهيل مع المد والقصر فالتسهيل مع المد هكذا شركاؤهم والتسهيل مع القصر هكذا شركاؤهم دليل التسهيل قول الإمام الشاطبي سوى أنه من بعد ما آلف جرى يسهله مهما توسط مدخلى ودلل
المد والقصر قوله وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدلا ودلل مخالفة خالفين العاشر قول الإمام بن الجزري فشى وحقق همز الوقف قوله تعالى عليهم تقدم الكلام عن صلة ميم الجمع لأصحابها وفي هذا اللفظ أيضا يقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء في الحالين هكذا عليهم ويقرأ باقي القراء بكسر الهاء في الحالين هكذا عليهم دلل
الضم لحمزة قول الإمام الشاطبي عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعا بضم الهاء وقفا وموصلا ودليل ضم الهائل يعقوب قول الإمام بن الجزري والضم في الهائح للا عن الياء ان تسكن سوى الفرد ودليل مخالفة خالفين العاشر قول الإمام بن الجزري واكسر عليهم إليهم لديهم فتا قوله تعالى ولو شاء فيه مد متصل تقدم الكلام عليه وفيه أيضا امالة
الالف في الحالين لابن ذكوان وحمزة وخلف العاشر هكذا ولو شيء الله مع مراعاة الاشباع لحمزة والتوسط لابن ذكوان وخلف دلل الإمالة لحمزة قول الإمام الشاطبي وكيف الثلاث غير زاغت بماضي أم الخاب خافوا طاب ضاقت فتجملا وحاق وزاغوا جاء شاء وزاد فز ودلل الإمالة لابن ذكوان قول الإمام الشاطبي وجاء ابن ذكوان وفي شاء ميلا ودلل
الإمالة لخالفين العاشر قول الإمام ابن الجزاري و بالفتح قهار البوار ضعاف معه عين الثلاثيران شاجاء ميلا كلبرار رؤيا اللام تورا تفد و حال الوقف على هذا اللظ يطرأ حمزة وهشام بثلاثة الإبدال وهي القصر والتوسط والمد مع مرعات أن لحمزة الإمالة ولهشام الفتح فيقف حمزة هكذا ولوشي ولوشي ولوشي ويقف هشام هكذا ولوشا ولوشا
ولوشا دليل حمزة قول الإمام الشاطبي ويبدله مهما تطرف مثله ويقصر أو يمضي على المد أطولا ودلل هشام قول الإمام الشاطبي ومثله يقول هشام ما تطرف مسهلا ودلل مخالفة خلفين العاشر قول الإمام ابن الجزري فشى وحقق همز الوقف قوله تعالى فعلوه قرأ ابن كثير وصلا بصلة هاء الضمير هكذا ولو شاء الله ما فعلوه فاذرهم وما يفترون وقرأ
الباقون بعدم الصلة هكذا ما فعلوه فاذرهم وما يفترون مع مرعات قراءة من يقرأ بصلة ميم الدم دلل ابن كثير قول الإمام الشاطبي وما قبله التسكين لبن كثيرهم عطفا على قوله وما قبله التحريك للكل والصلاة